العدسات الذكية تمثل أحد أحدث الابتكارات في مجال التكنولوجيا القابلة للارتداء، حيث تسعى شركات التكنولوجيا الحيوية والإلكترونية إلى تطوير عدسات لاصقة تتجاوز وظيفتها التقليدية في تصحيح النظر، لتصبح أدوات ذكية قادرة على تحسين حياة الإنسان في نواحٍ متعددة، من الرعاية الصحية إلى الواقع المعزز.

ما هي العدسات الذكية؟

العدسات الذكية هي عدسات لاصقة مزودة بدوائر إلكترونية دقيقة ومستشعرات يمكنها أداء وظائف متنوعة، مثل مراقبة الحالة الصحية، وعرض المعلومات مباشرة على عين المستخدم، أو حتى تعديل الرؤية في الوقت الحقيقي.

التطبيقات المحتملة للعدسات الذكية

1. الرعاية الصحية:

   • مراقبة نسبة السكر في الدم لمرضى السكري عن طريق تحليل مكونات الدموع.

   • قياس ضغط العين للمساعدة في الكشف المبكر عن أمراض مثل الجلوكوما.

2. الواقع المعزز (AR):

   • عرض المعلومات مثل الخرائط أو الإشعارات مباشرة أمام العين دون الحاجة لهاتف ذكي أو شاشة.

   • تطبيقات في التدريب والتعليم والطب العسكري.

3. تحسين الرؤية:

   • التكيف تلقائيًا مع ظروف الإضاءة المختلفة.

   • تكبير الأشياء البعيدة أو الصغيرة للمساعدة في حالات ضعف البصر.

أهم الشركات والمشاريع

من أبرز الشركات التي تعمل على تطوير هذه التقنية:

• جوجل (Google): مشروعها “Google Smart Lens” كان من أوائل المشاريع التي تناولت مراقبة السكري عبر العدسة.

• Mojo Vision: تعمل على تطوير عدسات AR يمكنها عرض بيانات على العين مباشرة.

• Samsung وSony: قدّمتا براءات اختراع لعدسات ذكية بوظائف متقدمة تشمل التصوير والتحكم بالعين.

التحديات

رغم الإمكانيات الكبيرة، هناك تحديات تقنية وأخلاقية تواجه هذه التكنولوجيا، أبرزها:

• صعوبة تصغير المكونات الإلكترونية لتناسب حجم العدسة.

• التحديات في تزويد العدسة بالطاقة بطريقة آمنة.

• قضايا الخصوصية وحماية البيانات الشخصية التي يتم جمعها عبر هذه العدسات.

العدسات الذكية تمثل مستقبلًا واعدًا يجمع بين الطب، التكنولوجيا، والواقع المعزز في أداة صغيرة توضع على العين. ورغم أن هذه التقنية لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أنها تبشر بتغييرات جذرية في كيفية تفاعل الإنسان مع العالم من حوله.